- لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة في بدر والأحزاب والفتح وحنين وغيرها ، نصرهم الله وفاءً بوعده قال تعالى " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)" وقال تعالى " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) " نصرهم الله لأنهم قائمون بدينه وهو الظاهر على الأديان كلها فمن تمسك به فهو ظاهر على الأمم كلها " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) " نصرهم الله لأنهم قاموا بأسباب النصر الحقيقية المادية منها والمعنوية فكان عندهم العزم ما برزوا به على أعدائهم بتوجيه الله تعالى لهم وتمشياً مع هديه وتثبيته إياهم
- نصرهم الله تعالى لأنهم قاموا بنصر دينه قال تعالى " لَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)" ففي هاتين الآيتين الكريمتين وعد الله بالنصر من ينصره وعدا مؤكداً بمؤكدات لفظية ومعنوية أما المؤكدات اللفظية فهي القسم المفدر لأن التقدير : والله لينصرن الله من ينصره ، وكذلك اللام والنون في قوله ( ولينصرن ) كلاهما يفيد التوكيد ، وأما التوكيد المعنوي ففي قوله ( إن الله لقوي عزيز ) فهو سبحانه قوي لا يضعف وعزيز لا يذل ، وكل قوة وعزة تضاده ستكون ذلا وضعفا .
** وفي هاتين الآيتين بيان الأوصاف التي يستحق بها النصر وهي أوصاف يتحلى بها المؤمن بعد التمكين في الأرض فلا يغر به هذا التمكين بالأشر والبطر والعلو والفساد وإنما يزيده قوه في دين الله وهي :
الوصف الأول التمكين لقوله تعالى : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)" والتمكين في الأرض لا يكون إلا بعد تحقيق عبادة الله وحده
الوصف الثاني هو إقامة الصلاة بأن يؤدي الصلاة على الوجه المطلوب منه
الوصف الثالث إيناء الزكاة بأن يعطوها إلى مستحقيها طيبة بها نفوس كاملة بدون نقص يبتغون بذلك فضلا من الله ورضوان
الوصف الرابع الامر بالمعروف لقوله تعالى " وامروا بالمعروف " والمعروف كل ما أمر الله به ورسوله من واجبات ومستحبات يأمرون بذلك إحياء لشريعة الله واصلاحا لعباده واستجلابا لرحمته
الوصف الخامس النهي عن المنكر والمنكر منا نهى الله عنه ورسوله من كبائر الذنوب وصغائرها