إدارة الدراسات الإسلامية
EN ع

نشرة بعنوان " الخوف والخشية من الله " في مركز تأهيل التائبين رجال التابع لإدارة الدراسات الإسلامية

 أقام مركز تأهيل التائبين رجال التابع لإدارة الدراسات الإسلامية نشرة  بعنوان " الخوف والخشية من الله " وقد ذكر الشيخ بأن  الخوف والخشية من الله من أعظم العبادات القلبية ، قال تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) . ولكن إذا ما نظرنا إلى حال الناس في زماننا وجدناهم بعيدين كل البعد عن الله تعالى يحاربونه بألوان المعاصي إلا ما رحم الله وذلك بسبب ضعف جانب الخوف من الله في قلوبهم ، أما المؤمن فإن الخوف يهيج في قلبه نار الخشية التي تدفعه إلى فعل الطاعات والابتعاد عن المعاصي . فكلما  زاد الإيمان في قلب العبد  لم يعد يستحضر إلا الخوف من الله .

 والناس في خوفهم من الله متفاوتون ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات لأن خوفهم مقرون بمعرفة الله قال تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، والخشية درجة أعلى من الخوف ، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين العاملين  وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) ، قال الإمام أحمد : هذا يدل على أن من كان بالله أعرف كان منه أخوف ، قال أبو حفص : الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل ، فإنك إذا خفته هربت إليه , قال تعالى : (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : الخوف المحمود : هو ما حجزك عن محارم الله وهو من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد . ولهذا كان السلف الصالح يغلّبون جانب الخوف في حال الصحة والقوة حتى يزدادوا من الطاعة ففي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قلت ليزيد ما لي أرى عينيك لا تجفّ ؟ قال : يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام لكان حريا أن لا يجف لي دمع . ولهذا من خاف واشتد وجله من ربه في هذه الدنيا يأمن يوم الفزع الأكبر فعن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال "وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين : إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة"
 

وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - إدارة الدراسات الإسلامية