أنشأت إدارة الدراسات الإسلامية عدة مراكز إصلاحية في الدولة, حيث تم افتتاح مركز الرشاد بالسجن المركزي عام 1404 هـ - 1985م، ومركز الهداية بالسجن العمومي عام 1422هـ - 2001م، كما افتتحت مؤخراً مركز التقويم الاجتماعي بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل في عام 1422هـ - 2001م.
وتعد هذه المراكز أهم المؤسسات العاملة في عملية التغيير السلوكي لمرتكبي الجرائم الخلقية, وكان الدافع من وراء إنشاء هذه المراكز المساهمة الجادة مع مؤسسات الدولة في العملية الإصلاحية في المجتمع, ويأتي هذا الدور من قبيل الرسالة الدعوية التي تحملتها الوزارة في نشر الوعي الديني, والتثـقـيف الشرعي لجميع فئات المجتمع المختلفة، ولا يخفى على ذوي العقول البصيرة أهمية دور القرآن الكريم في تقويم السلوك وإصلاح النفس والتي غيرت من نظرة المجتمع لهذه الفئة التي أخطأت في لحظة من الزمن ثم ندمت على ما فعلت.
كما تفخر الوزارة بهذا الإنجاز الإصلاحي إذ تخرج من هذه المراكز الإصلاحية العشرات ممن حفظ القرآن الكريم وتعلم أهمية علومه الشرعية وقواعد اللغة العربية، إذ أصبح منهم قدوات صالحين في أنفسهم مصلحين لغيرهم وذلك من فضل الله تعالى ثم بما أثمرته هذه المراكز الإصلاحية، كما أصبحت هذه الدور مركز إشعاع ونور لشغل أوقات فراغ السجين بما هو نافع لدينه ودنياه، فترتقي أخلاقه فيصبح عنصراً نافعاً وفاعلاً في المجتمع.
كما لا يفوتنا أن لهذا المركز نشاطاً اجتماعياً وثقافياً وترفيهياً بجانب تحفيظ القرآن الكريم لاستكمال جوانب النفس الإنسانية المكونة من مادة وروح، فيغذي روحه بالقرآن الكريم ويغذي الجانب الآخر بالترفيه البريء والتنافس المحمود، وبحمد الله تعالى تخرج العشرات من هذا المركز ممن حفظ القرآن الكريم وتولوا التدريس والإمامة والتحفيظ في بلدنا الكويت الحبيبة.
أسس مركز دار القرآن الكريم للرجال بالسجن المركزي المسمى : مركز الرشاد " عام 1984م بهدف التوجيه والإرشاد وتعليم السجناء أحكام تلاوة القرآن وحفظه وتجويده ، وما يحتاجونه في حياتهم العملية من الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية وتنمية الوعي الديني لديهم ، حيث إن مفهوم السجن في العصر الحديث قد تغير من مؤسسة عقابية ، إلى مؤسسة إصلاحية ، تعنى بالسجين من جميع نواحي حياته ، وإيماناً منا بأهمية هذا الدور ، وأن السجين بحاجة ماسة إلى هذه الرعاية حتى يخرج إلى المجتمع عنصراً نافعاً وعضواً صالحا فيه ينأى عن الجريمة والفساد ، لذلك بادرنا إلى تعميم هذه الفكرة لتشمل سجن النساء ، والسجن العمومي وسجن الأحداث ، فتم افتتاح مراكز لدور القرآن الكريم فيها ، ليستغل السجين أوقات الفراغ ، في حفظ كتاب الله عز وجل ودراسة بعض العلوم الشرعية والمعارف الإسلامية ، ليستنير عقله بنور العلم وتتفتح مداركه وذهنه على آفاق من المعرفة والثقافة ، فيرى الحياة أثمن من أن تضيع في المشاكل والجرائم والعبث واللهو ، فيقبل على التوبة والإنابة والندم على ما فات ، والعزم على أن لا يعود لحياة التعاسة والشقاء ، فيسموا بنفسه ويرقى بروحه إلى سلم الإيمان والعمل الصالح ، فينضبط سلوكه وتحسن معاملته وأخلاقه ، ويصبح عنصر خير ونفع وصلاح في المجتمع بعد أن كان عامل هدم وتدمير وتخريب فيه .
الرسالة والأهداف لمراكز المؤسسات الإصلاحية :
رسالة هذه المراكز هي رسالة شرعية إصلاحية اجتماعية إنسانية ، وتوجيهية تربوية ، ونستطيع أن نجمل أهدافها بالنقاط التالية :-
إيجاد البيئة الصالحة لاحتضان السجناء ورعايتهم والتعرف على مشاكلهم والمساهمة في إيجاد الحلول لها .
بذل الجهود لتقويم الأنماط السلوكية وتصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة .
السعي نحو إعطاء تصور جديد لهم عن الكون والحياة ، مما يساعد على تعميق الإيمان في النفوس والاستقامة على النهج الإسلامي الصحيح .
توثيق صلتهم بالله عز وجل وتنمية الشعور بالمراقبة والخوف من الله ، للمبادرة إلى أداء العبادات والفرائض ، والكف عن أعمال الشر والفساد
ترغيبهم في حفظ كتاب الله والارتباط به سلوكاً ومعتقداً وغرس حبه في قلوبهم للتعلق به والإكثار من تلاوته وحفظه وفهمه .
المساهمة في بناء الشخصية الإسلامية والاعتزاز بها ، بصورة شاملة ومتوازية في أبعادها العقلية والاجتماعية والنفسية والروحية .
تهيئة السجناء لمواجهة المجتمع بروح إيمانية ونفسية عالية .
الترغيب في تلقي العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية لتنمية المعارف وزيادة الوعي الديني لديهم .
أنشطة وبرامج مراكز المؤسسات الإصلاحية:
يدرّس مركز الرشاد للمنتسبين إليه المناهج الدراسية المقررة في دور القرآن الكريم " المطور" ومعهد الدراسات الإسلامية ، بالإضافة إلى الدورات والمحاضرات التي تقام لعموم النزلاء ، والدورات الشهرية والفصلية التي تنظم لمجموعات من النزلاء ، ممن يرغبون في بعض العلوم الشرعية ، كالفقه أو التجويد أو الحديث أو العقيدة أو السيرة .
وهناك دورات في اللغة العربية للنزلاء والنزيلات الأجانب .
ودورات في تعليم مبادئ الإسلام وأركان الدين للنزلاء والنزيلات ممن أسلموا حديثاً .
وهناك دورات تربوية ونفسية ودورات علمية ومهنية .
كما ينظم مركز الأحداث برامج ثقافية وتربوية وترفيهية ورياضية .
المهتدون الجــدد :
نتيجة للجهود والأنشطة التي يقوم بها المركز بالتعاون مع قسم الجاليات ، فقد استطاع أن يجذب للإسلام مجموعة من النزلاء والنزيلات الأجانب ، فهداهم الله للحق واعتنقوا الإسلام ، ولا يخفى أن هؤلاء حديثوا العهد بالإسلام وهم بحاجة إلى رعاية خاصة ودورات تناسب وضعهم وحالتهم .